ننشر أهم نصوص "وثيقة الأخوة الإنسانية" للتعايش والسلام العالمي
ننشر أهم نصوص "وثيقة الأخوة الإنسانية" للتعايش والسلام العالمي
انطلقت وثيقة الأخوة الإنسانية من الإمارات، كونها حاضنة للسلام، وتعمل لأجل ترسيخ دورها الحضاري، والإمارات وكما يصفها خبراء "تقوم بدور مهم في ترسيخ التسامح والأخوة الإنسانية، كما هو في برنامج الحكومة المعتمد على الإسلام والدستور الإماراتي وإرث الشيخ زايد، والأخلاق والتراث الإماراتي، إضافة إلى 3 محددات أخرى، هي: الآثار والتاريخ، والفطرة الإنسانية، والقيم المشتركة".
وعلى خلفية ذلك، تهدف وثيقة الأخوة الإنسانية، إلى تنسيق الجهود لتدعيم الحوار بين الأديان لمجابهة الإرهاب، وتتعامل مع المتغيرات المحلية والإقليمية والدولية بإيجابية.
صدرت "وثيقـة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك" عن "المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية"، الذي ينظمه مجلس حكماء المسلمين في أبوظبي برعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات وقت أن كان وليا لعهد أبوظبي ونائبا للقائد الأعلى للقوات المسلحة، في فبراير 2019.
وكانت الوثيقة نتيجة تعاون مشترك بين الكنيسة الكاثوليكية والأزهر الشريف ودولة الإمارات العربية المتحدة، متعاهدين جميعًا على إيصال هذه الوثيقة إلى صناع القرار العالمي، والقيادات المؤثرة ورجال الدين في العالم، والمنظمات الإقليمية والدولية المعنية، ومنظمات المجتمع المدني، والمؤسسات الدينية وقادة الفكر والرأي، والسعي لنشر ما جاء بها من مبادئ على كافة المستويات الإقليمية والدولية، وترجمتها إلى سياسات وقرارات ونصوص تشريعية، ومناهج تعليمية ومواد إعلامية.
واتفق الموقعون بأن تصبح هذه الوثيقة موضع بحث وتأمل في جميع المدارس والجامعات والمعاهد التعليمية والتربوية، لتساعد على خلق أجيال جديدة تحمل الخير والسلام، وتدافع عن حق المقهورين والمظلومين والبؤساء في كل مكان.
وبالعودة إلى وثيقة الأخوة الإنسانية نجدها نبهَّت على أهمية دور الأديان في بناء السلام العالمي، وذلك بالتأكيد على الآتي:
- أن القناعة الراسخة بأن التعاليم الصحيحة للأديان تدعو إلى التمسك بقيم السلام، وإعلاء قيم التعارف المتبادل والأخوة الإنسانية والعيش المشترك، وتكريس الحكمة والعدل والإحسان، وإيقاظ نزعة التدين لدى النشء والشباب.
- أن الحرية حق لكل إنسان، معتقداً وفكراً وتعبيراً وممارسةً، وأن التعددية والاختلاف في الدين واللون والجنس والعرق واللغة حكمة لمشيئة إلهية، قد خلق الله البشر عليها، وجعلها أصلا ثابتا تتفرع عنه حقوق حرية الاعتقاد، وحرية الاختلاف، وتجريم إكراه الناس على دين بعينه، أو ثقافة محددة، أو فرض أسلوب حضاري لا يقبله الآخر.
- أن العدل القائم على الرحمة هو السبيل الواجب اتباعه للوصول إلى حياة كريمة يحق لكل إنسان أن يحيا في كنفها.
- أن الحوار والتفاهم ونشر ثقافة التسامح وقبول الآخر والتعايش بين الناس من شأنها أن تسهم في احتواء كثير من المشكلات.
- أن الحوار بين المؤمنين يعني التَّلاقي في المساحة الهائلة للقيم الروحية والإنسانية والاجتماعية المشتركة.
- أن حماية دور العبادة من معابد وكنائس ومساجد واجب تكفله كل الأديان والقيم الإنسانية والمواثيق والأعراف الدولية.
- أن الإرهاب البغيض الذي يهدد أمن الناس، سواء في الشرق أو الغرب، أو في الشمال أو الجنوب، ويلاحقهم بالفزع والرعب وترقُّب الأسوأ، ليس نتاجاً للدين، حتى إن رفع الإرهابيون لافتاته ولبسوا شاراته، بل هو نتيجة لتراكمات المفهوم الخاطئ لنصوص الأديان وسياسات الجوع والفقر والظلم والبطش والتعالي، لذلك يجب وقف دعم الحركات الإرهابية بالمال أو بالسلاح أو التخطيط أو التبرير أو بتوفير الغطاء الإعلامي لها.
- أن مفهوم المواطنة يقوم على المساواة والواجبات والحقوق التي ينعم في ظلالها الجميع بالعدل.
- أن العلاقة بين الشرق والغرب هي ضرورة قصوى لكليهما، لا يمكن الاستعاضة عنها أو تجاهلها.
- أن الاعتراف بحق المرأة في التعليم والعمل وممارسة حقوقها السياسية هو ضرورة ملحة، وكذلك وجوب العمل على تحريرها من الضغوط التاريخية والاجتماعية المنافية لثوابت عقيدتها وكرامتها.
- أن حقوق الأطفال الأساسية في التنشئة الأسرية والتغذية والتعليم والرعاية، واجب على الأسرة والمجتمع، وينبغي أن تُوَفَر، وأن يُدَافع عنها.
- أن حماية حقوق المسنين والضعفاء وأصحاب الهمم والمستضعفين ضرورة دينية ومجتمعية يجب العمل على توفيرها، وحمايتها بتشريعات حازمة، وبتطبيق المواثيق الدولية الخاصة بهم.